
محتويات المقال
يُعَدّ محمد أوكاشا شخصيّة اقتصاديّة بارزة في الاقتصاد المصري وأحد روّاد التكنولوجيا المالية في المنطقة. اشتهر بتأسيسه لمنصّة المدفوعات الإلكترونية «فوري» ثم انتقاله إلى دعم روّاد الأعمال من خلال صندوق الاستثمار «ديسربتك»، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: تسهيل حياة الناس عبر خدمات مالية رقمية آمنة وسهلة الوصول، وبناء منظومة إبداعية تُنمّي الكفاءات المحليّة.
نشأة وتعليم محمد أوكاشا
- وُلد أوكاشا ونشأ في مصر، حيث تلقّى تعليمه الأساسي.
- حاز درجة البكالوريوس في الهندسة، قبل أن يتّجه إلى دراسات عليا في إدارة الأعمال والتسويق، وهو مزيج مكّنه من الدمج بين الفكر التقني والرؤية الإدارية.
بدايات المسار المهني ل محمد أوكاشا
- فودافون مصر: بدأ رحلته في قطاع الاتصالات، إذ تولّى أدوارًا قيادية في التسويق وتشغيل الخدمات ذات القيمة المضافة، ما أكسبه خبرة عملية في إدارة المنتجات الرقمية واسعة الانتشار.
- فوري (2009 – 2020): شارك في تأسيس المنصة وقاد عملياتها التنفيذية لسنوات، مطوِّرًا شبكة واسعة لقبول المدفوعات عبر ماكينات نقاط البيع والتطبيقات ومنافذ التجزئة. نظّم العمل على مبادئ الجودة وبساطة الاستخدام، ونشر مفهوم دفع الفواتير إلكترونيًا لدى ملايين المستخدمين.
إطلاق «ديسربتك» والانتقال إلى الاستثمار
بعد رحلته في فوري، أسّس أوكاشا صندوق ديسربتك للاستثمار الجريء، مركّزًا على الشركات الناشئة التي توظّف التقنيات المالية وحلول البرمجيات السحابية لخدمة شرائح جديدة من العملاء. رؤيته هنا تقوم على:
- إتاحة الخبرة: مشاركة الدروس المستفادة من فوري في إدارة العمليات والامتثال والحلول التقنية.
- بناء منظومة شراكات: ربط الشركات الجديدة بالمصارف وشركات الاتصالات وجهات تنظيمية لتسريع دمجها في السوق.
- تمكين المواهب: تقديم برامج إرشاد مكثّفة للمؤسِّسين الشباب في مجالات تطوير المنتجات، التسويق، وحوكمة شركتهم.

مبادئ القيادة والابتكار ل محمد أوكاشا
- التركيز على المستخدم النهائي: يرى أوكاشا أن نجاح أي منتج مالي يبدأ من فهم سلوك العميل وتبسيط التجربة الرقمية.
- التكرار السريع: يشجّع الفرق على اختبار حلولهم في السوق مبكرًا ومعالجة المشكلات عبر تحسينات متدرّجة.
- ثقافة التعلّم المفتوح: يدعم مشاركة المعرفة بين الشركات الناشئة ويظهر متحدثًا دائمًا في فعاليات ريادة الأعمال لنشر أفضل الممارسات.
التأثير المجتمعي
- توسيع الشمول المالي: أدخل خدمات الدفع الرقمي إلى المناطق التي كانت تعتمد النقد فقط، مُسهّلًا على صغار التجار والأفراد إجراء معاملاتهم اليومية عبر الهاتف أو الأكشاك القريبة.
- دعم الابتكار المحلي: عبر «ديسربتك»، ساعد روّاد أعمال على تحويل أفكارهم إلى شركات تعمل فعليًا، مسهمًا في إثراء نسيج الابتكار داخل الاقتصاد المصري.
- تشجيع الثقافة الريادية: يشارك في برامج جامعية ومبادرات شبابية لتحفيز الطلاب على ابتكار حلول تكنولوجية تعالج تحديات واقعية.
اهتمامات ورؤية مستقبلية
- التحوّل المفتوح (Open Finance): يتابع أوكاشا تطوّر واجهات برمجة التطبيقات المصرفية المفتوحة، مؤمنًا بأنها ستسرّع الابتكار في الخدمات المالية.
- الذكاء الاصطناعي المسؤول: يسعى إلى توظيف خوارزميات التعلّم الآلي في تقييم المخاطر الائتمانية مع الحفاظ على مبادئ الشفافية والعدالة.
- التوسّع الإقليمي: يطمح إلى تكوين شبكة شركات ناشئة تتبادل الخبرات بين مصر ودول أفريقيا والشرق الأوسط، مما يتيح بيئة أعمال مترابطة تُعزز مكانة المنطقة كمركز للتكنولوجيا المالية.

خاتمة
من ابتكار حلول مدفوعات سهلة الاستخدام إلى رعاية الجيل الجديد من شركات التكنولوجيا المالية، يواصل محمد أوكاشا مسيرة تضع المستهلك والابتكار في قلب كل مشروع. قصّته تُظهر كيف يمكن للتقنيات الرقمية أن تغيّر العادات اليومية وتُسهم في بناء اقتصاد معرفي قوي ضمن الاقتصاد المصري، بعيدًا عن السياسة والأرقام المالية.